للشاعر السوداني الأستاذ / محمد المكي إبراهيم
الله يا خلاسيه
يا حانةٌ مفروشةٌ بالرمل
يا مكحولة العينين
يا مجدولة من شعر أغنية
يا وردة باللون مسقيّه
بعض الرحيق أنا
والبرتقالة أنت
يا مملوءة الساقين أطفالا خلاسيين
يا بعض زنجيّه
يا بعض عربيّه
وبعض أقوالى أمام الله
***
من اشتَرَاكِ اشترى فوح القرنفل
من أنفاس أمسيه
أو السواحل من خصر الجزيرة
أو خصر الجزيرة
من موج المحيط
وأحضان الصباحيّه
من اشتراك اشترى
للجرح غمداً
وللأحزان مرثيه
من اشتراك اشترى
منى ومنك
تواريخ البكاء
وأجيال العبوديه
من اشتراك اشترانى يا خلاسيه
فهل أنا بائع وجهى
وأقوالى أمام الله
***
فليسألوا عنك أفواف النخيل رأت
رملاً كرملك
مغسولاً ومسقياً
وليسألوا عنك أحضان الخليج متى
ببعض حسنك
أغرى الحلم حوريه
وليسألوا عنك أفواج الغزاة رأت
نطحاً كنطحك والأيام مهديه
***
ليسألوا
فستروى كلُ قمريه
شيئاً من الشعر
عن نهديك في الأسحار
وليسألوا
فيقول السيفُ والأسفار.
***
يا برتقالة
قالوا يشربونك
حتى لا يعود بأحشاء الدفاق رحيق
ويهتكون الحمى
حتى تقوم لأنواع الفواحش سوق
والآن راجوا
فظلّ الدن والإبريق
ظلت دواليك تعطى
والكؤوس تدار
***
هزّى إليك بجذع النبع
واغتسلى
من حزن ماضيك
في الرؤيا وفي الإصرار
هزّى اليك
فأبراج القلاع تفيق
النحل طاف المراعى
وأهداك السلام الرحيق
الشرق الأحمر
والنعمى عليك إزار
نجرى ويمشون للخلف
حتى نكمل المشوار
***
طاف الكرى بعيون العاشقيك
فعادوا منك بالأحلام
ما للعراجين تطْواح
وليس لأطيار الخليج بغام
النبعُ أغفى وكلّ الكائنات نيام
إلا أنا
والشّذى
ورماح الحارسيك قيام.
***
متى تجاوزتهم
وثباً إليك أجئ
شعرى بليل
وحُضنى بالورود ملئ
فلتتركى الباب مفتوحا
وحظى في الفراش دفئ
ولتلبسى لى غلالات الشذ ى
وغناء النبع والأشجار
فلى حديث طويل
مع نهديك في الأسحار
يا برتقاله
ساعات اللقاء قصار
تأملينى في الصباح أطلْ
البحر ساجٍ
وتحفافُ النخيل غزل
وبركة القصر بالنيلوفر ازدحمت
والنحل أشبع كاسات الزهور قبل
واننى الآن أزهى ما أكون
وأصبى من صباى
ومكسياً من النور الجديد إزار
تأملينى فإن الجزر أوشك
- إنى ذاهب-
ومع المدّ الجديد سآتى
هل عرفتينى؟
في الريح والموج
في النوء القوى
وفي موتى وبعثى سأتى
فقولى قد عرفتينى
وقد نقشت تقاطيعى وتكوينى
في الصخر والرمل ما بين النراجين
وإنى صرت في لوح الهوى تذكار
والآن
***
لا شابعاً من طيب لحمك
أو ريّان منسكب نهديك أمضى
فأوعدينى أن ستدعونى
الى فراشك ليلا آخر
وتطيليه علىّ بشعرك
في زندى
***
ولونك في لوني وتكوينى
فنيتُ فيك فضمينى
الى قبور الزهور الاستوائيه
الى البكاء
واجيال البعوديه
ضُمّى رفاتى
ولفّينى بزندك
ما أحلى عبيرك
ما أقواك
عاريةً وزنجيه
وبعض أقوالى أمام الله.